التصنيفات
الشعر الحديث

في مدخل الحمراء

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعادِ

عينانِ سوداوانِ في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعادِ

هل أنتِ إسبانيةٌ ساءلتها
قالت وفي غرناطةٍ ميلادي

غرناطةٌ.. وصحت قرون سبعةٌ
في تينكَ العينين بعد رقادِ

وأميةٌ راياتها مرفوعةٌ
وجيادها موصولةٌ بجيادي

ما أغربَ التاريخ كيف أعادني
لحفيدةٍ سمراء من أحفادي

وجهٌ دمشقيٌ رأيتُ خلالهُ
أجفان بلقيس وجيد سعادِ

ودمشقُ أين تكون؟ قلتُ ترينها
في شعركِ المنساب نهر سوادِ

في وجهكِ العربي في الثغر الذي
مازال مختزناً شموس بلادي

ورأيتُ منزلنا القديم وحجرةً
كانت بها أمي تمدُ وسادي

ومشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ كوم رمادِ

الزخرفاتُ أكاد أسمع نبضها
والزركشاتُ على السقوف تنادي

قال هنا الحمراء زهو جدودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي

أمجادها ومسحتُ جرحاً نازفاً
ومسحتُ جرحاً ثانياً بفؤادي

ياليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهمُ أجدادي

عانقتُ فيها عندما ودعتها
رجلاً يسمى طارق بن زيادِ